بوابة المعرفة
هم ثمانية أصناف في قوله تعالى ((إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)) صدق الله العظيم.
الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة وهي فريضة على كل مسلم تتوفر فيه شروطها فيجب عليه إخراجها لمستحقيها، وقد ورد لفظ الزكاة في القرآن الكريم مع الصلاة في أكثر من (80) آية كما في قوله تعالى (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) صدق الله العظيم.
والزكاة في الإسلام هي أول نظام عرفته البشرية لتحقيق الرعاية للمحتاجين والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع حيث يعاد توزيع جزء من ثروات الأغنياء على الطبقات الفقيرة والمحتاجين، والزكاة طهارة لأموال المزكي وطهرةً لنفسه من الأنانية والطمع والحرص وعدم المبالاة بمعاناة الغير ، وهي كذلك طهرة لنفس الفقير أو المحتاج من الغيرة والحسد والكراهية لأصحاب الثروات وتؤدي الزكاة إلى زيادة تماسك المجتمع وتكافل أفراده والقضاء على الفقر وما يرتبط به من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأخلاقية إذا أحسن استغلال أموال الزكاة وصرفها لمستحقيها ويحث الله تعالى المسلمين على الإنفاق من أموالهم ليسدوا حاجات الفقراء والمحتاجين
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من أتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مُثل له يوم القيامة شجاعاً اقرع له ريبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلزمتيه (يعني بشدقيه) ثم يقول أنا مالك انا كنزك ثم تلى عليه أفضل الصلاة والتسليم الآية ((ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم من فضله هو خيراً لهم، بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلو به يوم القيامة)). صدق الله العظيم.
كما قال تعالى ((والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمي عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)). صدق الله العظيم
ويقول سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم (ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم بالسنين) والسنين جمع سنة وهي المجاعة والقحط.
وقال أيضاً عليه أفضل الصلاة والتسليم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلو ذلك عصموا مني دماءهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله).
- الذهب والفضة
- عروض التجارة
- زكاة الثروة الصناعية
- زكاة الزروع والثمار
- زكاة الأنعام
- زكاة الخيل
- زكاة العسل
- زكاة حٌلي النساء
- زكاة الأسهم
- زكاة الفطر
تستحق الزكاة في الذهب والفضة متى ما بلغت قيمتها النصاب وحال عليها الحول وقيمة الزكاة فيها 2,5% حسب سعر الذهب والفضة يوم وجوب الزكاة.
زكاة الحلي المصنوعة من الذهب والفضة: (مثل الساعات الذهبية والفضية، الأقلام وانية الذهب والفضة) تستحق الزكاة متى ما بلغت النصاب وحال عليها الحول وقيمة الزكاة فيها 2,5% حسب سعر الذهب والفضة يوم وجوب الزكاة.
تعامل العملات الورقية معاملة الذهب والفضة من حيث النصاب قيمة النصاب في أية عملة ورقية هو ما ساوى قيمة (85) جراماً من الذهب ويدخل في حساب مدخراتك من العملات الورقية ما تمتلكه نقداً وحساباتك البنكية والقيمة السوقية للأسهم والسندات المعدة للمتاجرة متى ما بلغت النصاب وحال عليها الحول وقيمة الزكاة فيها 2.5%.
تجب الزكاة في جميع الأموال التي اشتريت بنية المتاجرة بها سواء كانت عقارا أو مواد غذائية أو زراعية أو مواشي أو غيرها ولا تجب الزكاة في العروض التي ينوي التاجر أو الشركة الاحتفاظ بها مثل المباني والسيارات والمعدات والأراضي التي ليس الغرض منها بيعها والمتاجرة فيها وتزكي عروض التجارة عند حولان الحول ويقيم التاجر ما عنده من بضاعة ويضمها إلي ما لديه من نقود ثم يضيف إليها ما له من ديون مرجوة ثم يطرح منها الديون التي عليه ثم يزكي الباقي بنسبة 2,5% ويقيم التاجر سلعته بسعر السوق الحالي سواء كان منخفضاً عن سعر الشراء أو مرتفعاً ويجوز إخراج الزكاة من أعيان البضائع تيسيراً على الناس.
لا زكاة في المباني والمعدات وأدوات الإنتاج المعدة للتصنيع وتخرج الزكاة على الربح الذي يدره المصنع وكذلك على المواد الخام المستخدمة في التصنيع إذ حال عليها الحول وكذلك المواد المصنعة التي لم يتم بيعها بعد وتقيم بما فيها من المواد الخام ولا عبرة بما زادته الصنعة في قيمتها وقيمة الزكاة فيها 2.5%.
ثبت وجوب الزكاة في الثروة الزراعية بالقرآن والسنة والإجماع يقول الله تعالى (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ) صدق الله العظيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ) صدق الله العظيم ولا يراعي حولان الحول في زكاة الزروع، بل يراعي الموسم والمحصول.
مقدار زكاة الزروع:
- في حالة الري بدون تكلفة يكون مقدار الزكاة هو العشر 10%.
- في حالة الري بتكلفة يكون مقدار الزكاة هو نصف العشر 2.5%
- في حالة الري المشترك بين النوعين يكون مقدار الزكاة ثلاثة أرباع العشر 3.75 %
شروط وجوب الزكاة في الأنعام:
- أن تبلغ النصاب.
- أن يحول عليها الحول.
- أن تكون سائمة.
- ويقصد بالسائمة لغةً هي الراعية وشرعاً المكتفية بالرعي من أكثر أيام السنة، فأما ما كانت معلوفة فلا زكاة فيها.
- وكذلك لا زكاة في الإبل والبقر العاملة وهي التي يستخدمها صاحبها في الحرث أو السقي أو الحمل وما شابه ذلك من الأشغال.
- الخيل للركوب والحمل والجهاد لا زكاة فيها.
- الخيل المعلوفة طوال العام لا زكاة فيها.
- الخيل المعدة للتجارة تجب فيها الزكاة
حساب زكاة الخيل المعدة للتجارة:
- يحب أن تقوّم قيمة الخيل ويدفع العشر من قيمتها، زكاة العشر (10%).
- إذا كانت تؤجر فيجمع إيراداها نهاية العام ويدفع ربع العشر (2.5%)
تجب الزكاة بنسبة الخمس (20%) في الركاز والمعدن المستخرج من الأرض لقول النبي صلى الله عليهم وسلم (وفي الركاز الخمس) ولقوله تعالى ((يأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض)) فكل ما يستخرج من الأرض مما له قيمة كالذهب والفضة والياقوت ولا يشترط لزكاة الركاز حولان الحول.
إذا قامت الشركة بتزكية أسهمها على النحو المبين في زكاة الشركات فلا يجب على المساهم إخراج زكاة عن أسهمه منها للازدواج، أما إذا اتخذ أسهمه للمتاجرة بها بيعاً وشراء فالزكاة الواجبة فيها هي ربع العشر (2,5%) من القيمة السوقية يوم وجوب الزكاة كسائر عروض التجارة.
تجب على المسلم الذي يكون لدية ما يزيد عن قوته وقوت عياله وعن حاجاته الأصلية ويلزم المسلم إن يخرج زكاة الفطر عن نفسه وزوجته وعن كل ما تلزمه نفقتهم، والواجب في زكاة الفطر صاع من أرز أو شعير ونحو ذلك مما يعتبر قوتاً يتقوت به والصاع مكيال يتسع لما مقداره 2,5 كيلوجرام من الأرز، وتجب زكاة الفطر بغروب الشمس من أخر يوم من شهر رمضان والسنة إخراجها يوم الفطر قبل صلاة العيد ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم او يومين.
يؤخذ العشر من صافي إيراد العسل أي بعد خصم النفقات والتكاليف (10%)، وزكاة ما يخرج من البحر من لؤلؤ وغيره ونحوهما: روى الحسن بن العمارة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب ( إن في العنبر وفي كل مستخرج من حلية البحر الخمس (20%).)
اختلف الفقهاء في تزكية حلى النساء فأوجب بعضهم تزكيتها كل عام وقال آخرون، بل تزكى مرة واحدة في العمر وقال آخرون لا تجب الزكاة إلا في المكنوز الذي لا يلبس من الحلي والصحيح الراجح قول من قال لا زكاة في حلى النساء بالغا ما بلغت وهو ما ذهب إليه جمهور الصحابة والتابعين ومن تبعهم.